آمالٌ خاذلة
مازالت أفكار الماضي تحاصرني ، وأظل أسأل نفسي مرةً تلو الأخرى لو أننا هنا الآن ، لو أننا أعدنا الكرّة هل ستحاصرنا مشاعرٌ الغربة مجددًا؟ ، هل كنت ستختار الرحيل عوضًا عني؟ عن ما مررنا به سويًا ؟
لكنني لم أجد إجابةً تشبع داخلي الجائع كل ماوجدته كان فراغًا وكأننا بقايا مطرٌ وُجدت في أشد صحاري العالم جفافًا ، أرأيت حتى رحيلنا أراه مطرًا كما كنت أرى وجودك مطرًا لقلبي المتصّحر
عودتك في كل مرّة كانت تزرع بستانًا يغفر لك أنهار الجحيم التي غاصَ بها قلبي ، كنت أرى اسمك يكتب وأعود لما كنت عليه مسبقًا فتاتك الوحيدة التي تهرع إليها في كل حِين وتستقبلك برحابةِ صدرٍ تسعُ عوالم الدنيا جميعها
ستظنني مغفلة ومجرد فتاةٌ تمشي وراء مشاعرها ، لكنني في الواقع مجرد سلاحٌ وجد من يؤمن زناده ، كنت أرى أمان ثورتي بين سطورك ، وكنت أسمع دفء قلبي بين صوتك
وهـا نحنُ الآن عالقان في دوامة المنتصف ، لن تمضيَ الدنيا دُون ذكرانا.. ولن ينسى القلب هوانا
أود لو أن كل أملٍ راودني كان حقيقةً بيداك ، وأود لو أن بحرنا امتد لمدى أعمق مما كنا عليه ، وأود لو أننا لم نتلاشى كغبارٌ حاوط صورةَ عائلة سعيدة ، كنت أودك ولا زلت
لكن الآمال تخذل المجنّد حين تبتر قدماه ، وتخذل الساعي حين يضيع سعيه ويتجه لربّه راجيًا ، وتخذل الأم حين يتوفى صغيرها التي حلمت أن يصبح طائرًا وطار للأبد .
لذلك سأضع قلبي هنا -بين حروفي- وأتوقف عن التأمل بشيءٍ لن يحدث لسببٍ لم أعرفه بعد.
أنا هنا لأجلك عزيزي .
